روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | اللامبالاة في الدراسة.. توجيه وإرشاد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > اللامبالاة في الدراسة.. توجيه وإرشاد


  اللامبالاة في الدراسة.. توجيه وإرشاد
     عدد مرات المشاهدة: 5036        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أعرف جيداً قيمة العلم، وأنا أدرس العلم.

لكني صرت لا أحب الدراسة، وتتملكني لامبالاة شديدة، وضعف ثقة بالنفس شديد، ونسيان، وقلة تركيز.

وكأنّي قد بلغت من الكبر عتياً، بدأت عندي منذ خمس سنوات، لكن هذه السنة أكثر؛ ما أدى إلى حصولي على علامات كارثية في الفصل الأول.

وأنا في الفصل الثاني عاهدت نفسي على الدراسة، لكن سرعان ما عدت إلى حالة الجمود والركود والاستهتار، وإذا لم أجتهد فسأعيد السنة لا محالة، إلا أن هذا لا يحرك ساكناً.

أحث نفسي بكل الأساليب، حتى لو طلب مني أن أكتب عن الاجتهاد والعلم وفضلهما لخططت عشرات الصفحات، لكن وكأنك تنفخ في رماد.

ربما يكون هذا من العين؛ لأنه مصاحب بالعصبية والقلق أحياناً.

أريد توجيهاً منكم حتى أتخطى هذا الأمر، وأعتذر عن الإطالة جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم.

الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، لا شك أن العين حق، وعلى الإنسان أن يرقي نفسه، وهذا يعني أنني أقصد بذلك أن حالتك من الضروري أن تكون من العين.

ولكن الذي أريد أن أوضحه أن العين حق وموجودة وعلاجها موجود - بإذن الله تعالى - وهذه الأعراض التي ذكرتها وهي افتقاد الدافعية نحو الدراسة بالرغم من استشعارك من قيمة وأهمية العلم.

وحقيقة لديك وجهة نظر أرجو أن تكون مقبولة لديك، وهو أن الذي يشعر بقيمة لا بد أن يسعى له، ولابد أن يصل إلى ما يصبو إليه، وهذه حقيقة.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة كل عمل في الدنيا يتطلب النية، والنية في العبادات أحد شروط صحتها النية في كل الخطوات وفي كل عمل هي المحفز والمحرك للإرادة.

والذي يجعلنا ننجز الأمور، وأنت انوي أن تدرسي وانوي النجاح، واسعي لذلك، وأنا أقدر تماماً مجاهداك، وأقدر مثابرتك ولكن أرجو أن تقتنعي أن استشعار أهمية الأمر يجب أن تكون على المستوى الفكري الذي يستحوذ على كيان الإنسان.

والإنسان حين يكون له العزيمة واستشعار الأمور وإنزالها إلى مقاماتها الصحيحة لابد أن ينفذها، وأن تعتمدي على هذا التغيير المعرفي الداخلي.

ثانياً لابد أن تكون هنالك خطة، وهذه الخطة ببساطة تقوم على حسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت لا يعني أن تجلسي لساعات طويلة في لساعات طويلة في الدراسة والمذاكرة لا!

يجب أن تكون هناك أوقات للراحة وللرياضة وأوقات للترفيه عن النفس، وأوقات للتواصل الاجتماعي، وأوقات للدراسة، وأوقات للعبادة، هذه هي أسرار النجاح، وكل الذين نجحوا في حياتهم دائماً تجد لديهم حسن إدارة الوقت، فكوني حريصة على ذلك.

وأمر آخر هو أن تحاولي أن تجدي من يأخذ بيدك، الدعم يمكن للإنسان أن يتحصل عليه من الأصدقاء ومن المثابرين والمجتهدين.

وعليك الاستعانة - بعد الله تعالى - ببعض زميلاتك وصديقاتك وأسلوب الدراسة الجماعية فيه الكثير من الفوائد.

وبقي أن أقول لك أنه في بعض الحالات المشابهة لحالتك يوجد اكتئاب نفسي يكون هو السبب في هذه اللامبالاة، وعدم الإقدام على الدراسة برضى وقبول وافتقاد الدافعية.

والاكتئاب النفسي في مثل عمرك قد لا يأتي في صورة شعور بالكدر أو السوداوية وعسر المزاج، ربما يكون هذا الذي تعانين منه سبب في الأصل هو اكتئاب نفسي بسيط.

ولذا نحن دائماً نقول أن إعطاء دواء كمحاولة علاجية لا بأس في ذلك بشرط أن يكون هذا الدواء سلمياً.

وفي مثل حالتك الدواء الذي ننصح به هو عقار يعرف باسم بروزاك، واسمه العلمي هو فلوكستين، هذا يعرف عنه أنه يحسن المزاج، ويزيد الطاقات النفسية والجسدية، ويمتاز بأنه لا يسبب الإدمان.

ولا يؤثر على الهرمون السوية، وأنصح أن تتحصلي على هذا الدواء، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية.

وابدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أنصحك به، وعليك بالمثابرة والاجتهاد وعليك بتذكر يوم الفرح والسرور - إن شاء الله - لك وهو اليوم الذي تتحصلين على الدرجة علمية المرموقة.

تصوري نفسك بعد خمس سنوات من الآن لا بد للإنسان أن يوجه طاقاته التوجيه الصحيح من خلال استشعار الأمل والرجاء والتفاؤل وفي نفس الوقت يكون مثابراً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

الكاتب: د. محمد عبد العليم

المصدر: موقع إسلام ويب